السبت، 10 أكتوبر 2009

عقول متحجرة

عقول متحجرة عندما تقرأ هذه الكلمتين معاً عقول و متحجرة ماذا يجول في عقلك ؟
كلمة عقول لوحدها قد توحي بذكاء, الدهاء ,العبقرية, الاكتشاف, الاختراع, التميز و الإبداع, و أسماء خلدها التاريخ و تناقلتها الأجيال جيلاً بعد جيل نقشت على مر العصور و مازالت ستذكر مادام هناك روح و قلب ينبض.

متحجرة ,كلمة توحي بالخشونة , تشير للموت لا الحياة ,قد يراها البعض جبالاً شامخة تناطح السحاب وتعانق عنان السماء ,و قد تراها أعين بأحجار مدببة و مسننة تجرح كل من يقترب منها بجرح قد لايلتئم إلا بعد آلام تسيري في العروق و تنحل الجسد ,توجع صاحبها حتى تبقى ذكرى ذلك اليوم الذي كان بدايته ألم و لم ينتهي إلا بألم مثله ,ألم الجرح و ألم اندماله .

أما الكلمتين عند جمعهما (عقول متحجرة) تناقض في المضمون و تناغم في ظاهر.

تجول في عقلي كلمة صعوبة و أصفها بجليد راكمته العصور و حتى تذيبه الشمس لا بد أن تمضي عليه مثل تلك العصور الذي راكمته .

راكمته في ليالي مظلمة اشتدت فيها الرياح ,ريحاً تنخر العظم من برودتها و قسوتها و تقشعر الأبدان من أصواتها ,ليلاً قاتم أسود كسواد الحبر و مرارة الفقد ,فقد العزيز الغالي .

تلك هي العقول المتحجرة ,جبال جلدية قد تحتاج لدهور حتى تتفتت الحجارة عنها, وحتى تعود لصفائها.


تحتاج لكسر المرآة التي تشبثت بها, مرآه تنظر من خلالها للعالم بنظره واحدة لا تتغير .

خريفها كربيعها وشتائها كصيفها لافرق ,منظر جامد باهت الألوان لا حياة فيه.

ينتظر ذلك اليوم الذي تدب فيه الحياة وتُكسر تلك المرآة ,ليعبق الربيع بشذا أزهاره ويحزن الخريف بتساقط أوراقه ويعم الدفء و الحنان في الصيف بشروق شمسه التي تعلن عن قدوم يوم جديد.

يوم تولد فيه الروح و تتحرر العقول و تنطلق إلى المجهول الذي لا حدود له .

تنطلق دون أن يعيق انطلقها أو مسيرتها أي عائق كان حجر او بشر نار أو ماء موت أو حياة .

نور جديد يوم جديد و ولادة جديدة , و شغف لا يروى و لاينضب مادام في الجسد روح و قلب ينبض .

جَسَدَ في نهاية المطاف أروع صورة عكستها الحياة و أنشأتها العقول التي كانت يوماً حجر ساكن بلا حياة .



عقول متحجرة

كلمات جالت في خاطري

وعبر عنها قلمي و رسم معانيها عقلي

بقلم : Hanin AL Tofof

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق